كان عبد الرحمن عزام باشا، وهو أول أمين عام لجامعة الدول العربية أديبا قبل أن يكون سياسيا …، ومما يذكر عنه أنه أثناء حرب التحرير الجزائرية ضدّ فرنسا أوفد قادة الثورة الشيخ “البشير الإبراهيمي” إلى الجامعة العربية، فقدّمه عبد الرحمن عزام لتوجيه كلمة من فوق منصة الجامعة وقال في التقديم:
” نعتذر لكم سلفا لعدم فهم اللهجةالجزائرية الصعبة وتغول الفرنسية عليها فتحملوا الزائر “، فلما صعد الشيخ البشير الإبراهيمي للمنصة خلع حذاءه جريا على عادة المشايخ وبدأ يتحدث بلغة رفيعة كأن جدولا من الماء ينساب عذوبة، والجميع في حالة من الذهول من جمال المفردات ورونق العبارات..
فلما انتهى من كلمته قام عبد الرحمن عزام متوجها له وللحضور قائلا: (سيدي الشيخ، اسمح لي أن أسجد سجدتي سهو في محراب بلاغتكم) معتذرا بذلك عما قاله في تقديمه.

المصدر: جمعية العلماء المسلمين